السلطنة ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني تشارك في اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) - كندا
تشارك السلطنة ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني في اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) في دورتها الأربعين، والذي يعقد في الفترة من 24 سبتمبر إلى 4 أكتوبر 2019م في مقر المنظمة بمدينة مونتريال في كندا. ويترأس وفد السلطنة سعادة د. محمد بن ناصر الزعابي، الرئيس التنفيذي للهيئة. ويضم الوفد العماني المشارك في الاجتماعات عددًا من المسؤولين بالهيئة والمجموعة العمانية للطيران، حيث تنعقد اجتماعات الجمعية العمومية الاعتيادية لمنظمة الطيران المدني الدولي كل ثلاث سنوات بمشاركة جميع الدول الأعضاء فيها كما يحضرها مندوبون ومراقبون من المنظمات والاتحادات الدولية والإقليمية ذات الصلة بقطاع الطيران المدني.
ويأتي هذا الاجتماع لمناقشة العديد من المحاور أهمها حماية البيئة من الانبعاثات وضوضاء الطائرات وتغير المناخ، كما يسلط الضوء على أهم الانجازات والأنشطة التي تم تنفيذها منذ انطلاق مبادرة "عدم ترك أي بلد وراء الركب" في ٢٠١٤م، وكذلك مناقشة أنشطة الإيكاو في دعم أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة في خطة ٢٠٣٠م. بالإضافة إلى ذلك استعراض خطط السلامة الجوية وكل ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والتنظيمية للمطارات وخدمات الملاحة الجوية. كما يتم خلاله انتخاب 36 دولة كأعضاء لمجلس الإيكاو لفترة ثلاث سنوات.
وأعرب سعادة الدكتور محمد بن ناصر الزعابي، الرئيس التنفيذي للهيئة عن تقديره البالغ للإيكاو على جهودها في سبيل الارتقاء بقطاع الطيران المدني الدولي في كافة مجالاته، وعلى دورها في تنظيم قطاع الطيران المدني في العالم، وعلى الجهود الكبيرة والأعمال التخصصية في تطوير سلامة وأمن الطيران المدني بكافة أوجه العمل المرتبطة به.
كما تجدر الإشارة أن الموقع الاستراتيجي لسلطنة عمان الذي ساهم في ربط حركة الطيران بين الشرق والغرب بالإضافة إلى البنية الأساسية المتكاملة للمطارات، والمنظومة المتطورة للملاحة الجوية أهّلها في لعب دورها المتميز في قطاع الطيران المدني، إذ تعتبر أجواء السلطنة معبراً هاماً للخطوط الجوية الرئيسية والحيوية في العالم والتي تسلكها حركة نقل جوي ذات كثافة عالية.
وذكر سعادته في كلمته أمام المجلس أن السلطنة أثبتت جاهزيتها للتعامل مع المتغيرات والعمل على إنجاح خطط الطوارئ، الأمر الذي أكسب السلطنة مزيدًا من الثقة والإشادة الدولية. ومن هنا أكدت السلطنة أهمية زيادة التعاون الإقليمي من خلال توحيد رؤى مؤسسات الطيران المدني، وتسخير الموارد والأدوات اللازمة للمنظمات الإقليمية لمراقبة السلامة وأمن الطيران.
وأضاف سعادته بأن النمو المطرد لأعداد المسافرين بمطارات السلطنة قُدر بمعدل 15% خلال السنوات الخمس الأخيرة وقد أنفقت الحكومة 6,5 مليار دولار أمريكي خلال العقد الأخير لتطوير خمسة مطارات في مختلف المحافظات أهمها مطار مسقط الدولي، وقد تمكنت السلطنة من تحقيق قفزة كبرى في التصنيف العالمي لمطار مسقط الدولي وصلالة الجديدين ليكونا في صدارة أفضل المطارات المتطورة في العالم.
وأشار سعادته أن الحكومة الرشيدة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد – حفظه الله ورعاه- تسعى إلى زيادة الاستثمارات اللازمة في مشاريع تطوير الطيران المدني وإدارتها بما يتماشى مع أفضل الممارسات، وأكد على ضرورة زيادة قدرة الدول على إقامة أواصر الربط الجوي مع الدول الأخرى والشركاء التجاريين في القطاع، حيث تم تعديل قوانين الاستثمار بما يتوافق وتحقيق أعلى معدلات التنافسية. كما أخذت السلطنة في الاعتبار التطورات الدولية في مجالات التهديدات الواقعة على أمن وسلامة الطيران من خلال المصادقة وتحديث التشريعات الخاصة بهذا الجانب.
كما أكد سعادته بأن سلطنة عمان ماضية في المصادقة على جميع اتفاقيات وبروتوكولات الطيران المدني وتطبيق الخطط العالمية للإيكاو لسلامة الطيران (GASP) والملاحة الجوي (GANP) وأمن الطيران (GASeP)، كما أنها تساند كافة المبادرات الدولية فيما يخص سياسة الأجواء المفتوحة والاستثمار لتعزيز حركة النقل الجوي بين مختلف دول العالم والابتكار في مجال الطيران المدني وحماية البيئة.
هذا وقد نظّم وفد السلطنة برئاسة سعادة د. الرئيس التنفيذي للهيئة استقبالاً للتعريف بأهم إنجازات السلطنة في قطاع الطيران المدني حضره معالي الأمينة العامة للمنظمة ومعالي رئيس المجلس وعدد من سفراء الدول ورؤساء الوفود والمختصين بالطيران المدني ضمن وفود الدول المشاركة والتي سجلت هذه المرة سابقة تاريخية في عدد حضور اجتماع الجمعية العامة للمنظمة بما يتجاوز 3000 مشارك.
ومن الجدير بالذكر، أن سلطنة عمان تعد عضوًا بارزًا في منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) منذ انضمامها عام 1973م، حيث تسعى جاهدة للمشاركة والمساهمة الفاعلة بمعية الدول الأعضاء نحو الدفع بمسيرة الطيران المدني الدولي نحو الرقي والازدهار، حيث أن قطاع الطيران المدني يمثل رافداً هاماً لا غنى عنه في التنمية الشاملة لكافة دول العالم قصد تعزيز التواصل الحضاري والاجتماعي بين شعوب العالم، لذلك تواصل السلطنة دعم واستضافة العديد من الأنشطة والبرامج الإقليمية والعالمية، وتكثيف الجهود في سبيل تحقيق مبادرات الإيكاو والتي تتمثل في تحقيق أعلى مستويات تطبيق المبادئ المتفق عليها.