CAA
  • Contact Us
Civil Aviation Authority - Menu

كلمة سعادة الدكتور/ محمد بن ناصر الزعابي رئيس هيئة الطيران المدني بمناسبة العيد الوطني الخمسين المجيد

18 November 2020
كلمة سعادة الدكتور/ محمد بن ناصر الزعابي رئيس هيئة الطيران المدني بمناسبة العيد الوطني الخمسين المجيد

"إن العقود الخمسة الماضية شهدت تحولًا كبيرًا في بناء الدولة العصرية وتهيئة البنى الأساسية الحديثة والمتطورة في كافة ربوع الوطن بقيادة باني عمان الحديثة المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه، وبجهود المخلصين من أبناء عمان الذين نسجل لهم كل التقدير والإجلال على ما بذلوا من أجل رفعة عمان وإعلاء شأنها وإننا ماضون بعون الله على طريق البناء والتنمية نواصل مسيرة النهضة المباركة كما أراد لها السلطان الراحل رحمه الله"

صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه -

 

استهلالًا بالنطق السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه - ؛ فها نحن قد أتممنا خمسون عامًا منذ بزوغ فجر النهضة، والتي شهدنا خلالها التحول العظيم الذي صنعه باني نهضتنا المباركة السلطان الراحل قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه- فقد أفنى حياته في النهوض بهذا الوطن من الظلام إلى النور وحقق الكثير من المنجزات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي فأصبح لبلادنا صيتها وسمعتها التي بلغت جميع دول العالم؛ وقد حظي قطاع الطيران المدني الكثير من التحولات والمنجزات خلال خمسون عامًا تكللت مسيرتنا فيها بالفخر والاعتزاز لما نراه اليوم من تقدم واضح فأصبحت مطاراتنا تنافس مطارات العالم من حيث الحداثة والفخامة، كما مددنا جسور التعاون مع الكثير من الدول التي ربطتنا بهم اتفاقيات نقل جوي ثنائية واتفاقيات الأجواء المفتوحة لتصبح سمائنا نشطة بحركة الطائرات الدولية، والتي انصبت فوائدها في الإيرادات التي حققها قطاع الطيران للناتج المحلي الإجمالي للدولة.

وبمرور خمسين عامًا يشرفني وبالنيابة عن كافة الموظفين بهيئة الطيران المدني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وللشعب العماني الأبي بمناسبة العيد الوطني الخمسين المجيد، مؤكدين على الدور المهم الذي تقوم به الهيئة في النهوض بقطاع الطيران المدني بسلطنة عمان ودعمها للقطاعات الحيوية الأخرى بما يحقق للسلطنة المزيد من التقدم ومواصلة الازدهار تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- .

تاريخ يشهد بالمنجزات

أثبتت هيئة الطيران المدني دورها الجوهري والحيوي في تحقيق التنمية المستدامة جنبًا إلى جنب مع كافة القطاعات الأخرى التي تشهد طفرة وتسارع في النمو؛ ويعد مطار مسقط الدولي في حلته الجديدة والذي شهد افتتاحه الرسمي في نوفمبر 2018م من أبرز منجزات النهضة المباركة، الأمر الذي تؤكد عليه الإمكانيات الرفيعة والمزايا العالمية الفاخرة التي يزخر بها مبنى المسافرين الحالي والتي تسهم بلا شك في استقطاب المشاريع الاستثمارية التنموية وبالتالي تعزز القطاع الاقتصادي في السلطنة، وقد حقق مطار مسقط الدولي قفزة كبرى في تصنيفه العالمي من المركز 74 إلى المركز 7 في الربع الأخير من 2019م في فئته، كما حاز على جوائز عديدة أهمها: أفضل مطارات الشرق الأوسط في 2019م، وأضخم مشروع في الخليج والمطار الجديد الرائد في العالم للعام 2018م، ومشروع التطوير السياحي الجديد الرائد في الشرق الأوسط، وأفضل مطارات الشرق الأوسط نموًا في رضا المسافرين. كما حاز مؤخرًا في هذا العام 2020م على شهادة الاعتماد لتجربة العملاء وشهادة الاعتماد الصحي للمطارات من قبل مجلس المطارات الدولي، مما يعكس المستوى العالي في تطبيق متطلبات الطيران المدني لصحة وسلامة مستخدمي مطار مسقط الدولي، وتمنح هذه الشهادة للمطارات التي تعمل في توفير تجربة سفر آمنة للمسافرين وتهتم بسلامة مرافقها وفعالية الاجراءات الاحترازية المطبقة لمنع انتشار وباء كوفيد-19 أو أي خطر على صحة مسافريها.

بالإضافة لذلك، حصل مطار صلالة في مبناه الجديد الذي افتتح رسميًا في نوفمبر 2015م على المركز الرابع على مستوى العالم في فئته وذلك في الربع الأخير من 2019م حسب تقييم المجلس العالمي للمطارات، وعلى تصنيف فئة 5 نجوم للمطارات الإقليمية في تقييم Skytrax كأول مطار إقليمي في الشرق الأوسط في ذات العام، كما التحق مطار صلالة بأول مطار في الشرق الأوسط (مطار مسقط الدولي) في الحصول على شهادة الاعتماد الصحي للمطارات من قبل مجلس المطارات العالمي.

كما أتاح افتتاح مطار الدقم مطلع العام الماضي 2019م سهولة القدوم إلى منطقة ذات إمكانيات اقتصادية وصناعية كبيرة، حيث يخدم المطار في المقام الأول الحركة التجارية، ويعول عليه في تنشيط السياحة بمحافظة الوسطى والمحافظات المجاورة.

ومن الجدير بالذكر أن السلطنة ترتبط مع العديد من دول العالم بعدد (111) اتفاقية في مجال تنظيم خدمات النقل الجوي منها (52) اتفاقية للأجواء المفتوحة حيث أن هذه الاتفاقيات تهدف إلى تنظيم عملية تشغيل شركات الطيران بين السلطنة وتلك الدول، وتقوم هيئة الطيران المدني بمواصلة جهودها نحو إبرام المزيد من الاتفاقيات مع العديد من دول العالم، مع التوجه نحو سياسة الأجواء المفتوحة.

كما قامت هيئة الطيران المدني بإجراء جولات من التفاوض مع الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي بين السلطنة والاتحاد الأوروبي والتي ستنظم الأمور التشغيلية لشركات الطيران بين السلطنة وجميع دول الاتحاد الأوروبي.

إلى جانب ذلك، تم تدشين القطاع الجوي السابع وإضافة تحسينات في المجال الجوي العماني وشبكة الاتصالات المساندة للقطاعات الحالية والجديدة. ونتج عن هذا المشروع تقسيم قطاع المنطقة الجنوبي والذي يمثل أكبر قطاعات المنطقة في المجال الجوي العماني إلى قطاعين واللذان يتم تفعيلهما في أوقات الذروة وبحسب متطلبات إدارة الحركة الجوية في الحالات الأخرى والاستثنائية. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم إدخال تحسينات في قطاع المنطقة الأوسط من خلال تقليص مساحة القطاع لتحسين إدارة الحركة الجوية فيه وبالتالي خفض إضافي لضغط الحركة الجوية على المراقبين الجويين خلال إدارة الحركة الجوية في هذا القطاع.

وقد أثبتت الهيئة نجاحها في التعامل مع الحالات الجوية الاستثنائية بفضل كوادرنا الوطنية والأجهزة والمعدات الحديثة المزود بها المركز الوطني للإنذار المبكر ، وشهدت محطات الرصد الجوية زيادة في عددها حتى نهاية 2019م، وبلغت 75 محطة رصد جوي، وكذلك تم تركيب 6 رادارات بحرية، و10 محطات أنظمة الموقع العالمي (GPS).

مساهمات قطاع الطيران المدني

بلغت مساهمة قطاع الطيران المدني المباشرة وغير المباشرة في إجمالي الناتج المحلي في السلطنة لعام 2018م حوالي مليار ونصف المليار ريال عماني، ويتميــز المجــال الجــوي للســلطنة بموقــع إســتراتيجي يتوســط مســارات النقــل الجــوي بيــن بلــدان الشــرق والغــرب، حيــث شــهد المجــال  المجال الجوي للسلطنة أكثر من 590 ألف حركة جوية خلال عام 2019م، وبنسبة زيادة تصل إلى 35٪ مقارنة بعام 2014م.

وقد نتج عن هذا النمو العديد من الفوائد التي ساهمت في رفع إيرادات الهيئة والتي بلغت ما يقارب 110 مليون ريال عماني بنسبة زيادة 170٪ مقارنة بعام 2014م. كما بلغت حركة المسافرين بجميع مطارات السلطنة لعام 2019م (17,828,387 مسافر) مقارنة ب (17,473,734 مسافر) في 2018م وذلك بنسبة زيادة تصل إلى 2%، وبالمقارنة مع عام 2014م بلغت نسبة الزيادة 86% حيث بلغ عدد المسافرين (9,562,146 مسافر في مطاري مسقط وصلالة).

التصدي لجائحة كورونا والعودة التدريجية لأنشطة القطاع

أطلقت هيئة الطيران المدني حزمة من الاجراءات الاستثنائية في ظل جائحة كوفيد-19 للمحافظة على سلامة واستدامة أنشطة قطاع الطيران في السلطنة وتنظيمه في مواجهة التحدي غير المسبوق الذي يشهده القطاع في السلطنة والعالم والذي استدعى الأمر اتخاذ سلطات الطيران المدني في دول العالم ومن ضمنها السلطنة اجراءات صارمة لإيقاف شبه تام في أنشطة النقل الجوي لمواجهة تفشي الوباء في حين حرصت الهيئة على استدامة أنشطة الطيران الضرورية لخدمة احتياجات مختلف القطاعات في السلطنة، حيث أمّنت تلك الإجراءات تشغيل رحلات الشحن الجوي لجلب المؤن والبضائع والمستلزمات الطبية وتوفير رحلات لعودة المواطنين وإجلاء رعايا الدول والرحلات الانسانية للإسعاف والإغاثة.

وخلال الفترة من الأول من أبريل الماضي إلى نهاية سبتمبر 2020م ، بلغ إجمالي عدد الرحلات الجوية القادمة والمغادرة (8,024) رحلة جوية، نقلت ما يربو (338,246) مسافر و(28,163) طن للشحن. وأدار مركز مسقط للمراقبة الجوية (75,866) رحلة جوية عبر المجال الجوي العماني الذي ظل مفتوحًا باستمرار أمام رحلات الطيران الدولية العابرة.

وتم تشكيل فريق فني مشترك برئاسة هيئة الطيران المدني وعضوية وزارة الصحة وشرطة عمان السلطانية وشركات قطاع الطيران في السلطنة (المجموعة العمانية للطيران، مطارات عمان، الطيران العماني، العمانية لخدمات الطيران، طيران السلام، طيران الشرقية)؛ لتوضيح الاجراءات المتخذة للاستعداد والجاهزية للعودة التدريجية لقطاع الطيران المدني والتواريخ المستهدفة للتشغيل الداخلي والخارجي.

كما تم تشكيل فريق إعلامي لقطاع الطيران المدني لتوحيد الرسائل الإعلامية لمختلف مكونات قطاع الطيران المدني بالشكل الذي يعكس انتظامه وتكامله، واعتماد (سافر مطمئنا) كشعار يُعبّر في مضمونه عن الرسالة الإعلامية التي يسعى القطاع إلى إيصالها للمسافرين والمجتمع والتي يقترن فيها التفاؤل والطمأنينة مع مسؤولية المسافر تجاه التزامه بالتدابير الإحترازية للصحة والسلامة في المطارات وعلى متن الطائرات، ووعيه بأهمية دوره في الحفاظ على سلامته وسلامة الآخرين وواجبه في إنجاح العمل المتناغم لكافة مكونات القطاع التي وَفرت للمسافر متطلبات الصحة والسلامة. وأصدرت الهيئة الدليل الإرشادي للمسافر والذي يتضمن كافة التعليمات والإرشادات الواجب اتباعها من قبل المسافرين المغادرين والقادمين إلى السلطنة وفي المطار، وهو متاح في الموقع الإلكتروني الرسمي للهيئة.

وختامًا، نقدّر جميع الأدوار الكبيرة التي يؤديها جميع العاملين في قطاع الطيران المدني كلٍ في مجاله، للنهوض بمختلف مكونات قطاع الطيران المدني بالشكل الذي يعكس انتظامه وتكامله على مدى خمسين عامًا في ظل الاهتمام البالغ الذي يحظى به قطاع الطيران المدني في السلطنة من الحكومة الرشيدة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لما لهذا القطاع الحيوي من دور  بارز  في تنظيم الطيران المدني بشكل عام والتقليل من مخاطر الطقس، كما نشيد بالدور البارز  للكوادر الوطنية بالهيئة والذين تفانوا في عملهم الدؤوب بكل اخلاص وجهد لرفعة هذا الوطن الغالي، ونأمل عودة الطيران المدني والتعايش مع هذه الأوضاع المستجدة للجائحة، سائلين المولى عز وجل أن يمنّ على هذا الوطن المعطاء بالخير والبركة، وأن يرفع عنّا هذا الوباء بلُطف منه وعافية.