منتدى المستشارين القانونيين للطيران المدني (CALAF/2)
سلطنة عمان تؤكد حرصها على استمرار التعاون مع بقية الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي بما يكفل تجاوز كافة التحديات المستقبلية في قطاع الطيران المدني الدولي
سلطنة عمان - مسقط
بمشاركة أكثر من (63) دولة و (3) منظمات دولية، تنطلق اليوم أعمال المنتدى الثاني للمستشارين القانونيين للطيران المدني، والذي تستضيفه سلطنة عمان ممثلة بهيئة الطيران المدني وبالتنسيق مع منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) تحت رعاية معالي الدكتور عبد الله بن محمد بن سعيد السعيدي الموقر وزير العدل والشؤون القانونية خلال الفترة من 21 – 23 فبراير 2023م.
يأتي هذا المنتدى في نسخته الثانية ليكون منصة للمستشارين القانونيين لتبادل الخبرات والتجارب ووجهات النظر المتعلقة بالقضايا القانونية في مجال الطيران المدني بالإضافة إلى مناقشة التحديات التي تواجه الدول الأطراف وأوجه التعاون الممكنة والحلول المقترحة لمعالجة التحديات المنبثقة من التطور التقني والاجتماعي والاقتصادي.
يهدف المنتدى إلى تعزيز التركيز المستمر على القضايا التي تهم مجتمع الطيران المدني الدولي في المجال القانوني لاسيما في ظل جهود التعافي من آثار جائحة كوفيد-19. ويضم المنتدى عدد من المواضيع في مختلف القضايا المتعلقة بالطيران المدني ومن أهمها: المستجدات الأخيرة في قانون الجو، وعمل منظمة الإيكاو في المجال القانوني وأمن وسلامة الطيران وغيرها. بالإضافة إلى مناقشة نتائج الدورة 41 للجمعية العمومية للإيكاو والتطرق إلى إدارة الأزمات وتعافي قطاع النقل وخصوصية البيانات وكفاءة المستشارين القانونيين وغيرها من القضايا المتعلقة بقوانين وممارسات الطيران المدني الدولي.
وفي هذا الصدد أكد سعادة المهندس/ نايف بن علي العبري رئيس هيئة الطيران المدني أثناء إلقائه لكلمة سلطنة عمان خلال المنتدى على أهمية مواكبة التطورات المتسارعة لقطاع الطيـران المدني محليًا وعالميًا، والوقوف على مدى توافق أحكام قانون الطيران المدني في سلطنة عمان مع متطلبات منظمة الطيـران المدني الدولي (الإيكاو) التي تعد سلطنة عمان عضوًا فيها.
مشيرًا إلى أن سلطنة عمان انضمت في الفترة القليلة الماضية إلى اتفاقية قمع الأفعال غير المشروعة المتعلقة بالطيران المدني الدولي المحررة في بكين بتاريخ 10 سبتمبر 2010م، حسب المرسوم السلطاني رقم 72/2022. وبرتوكول تعديل الاتفاقية بشأن الجرائم وبعض الأفعال الأخرى التي ترتكب على متن الطائرات المحرر في مونتريال بتاريخ 4 أبريل 2014م، حسب المرسوم السلطاني رقم 4/2023.
كما ذكر سعادته "إن سلطنة عمان العضو في منظمة الطيران المدني الدولي – الإيكاو منذ عام 1973م تحتفي هذا العام بمرور خمسين 50 عامًا على انضمامها لمعاهدة شيكاغو 1944م ومنذ ذلك الحين وهي تسعى للمشاركة والمساهمة الفاعلة بمعية الدول الأعضاء في الدفع بمسيرة الطيران المدني نحو الرقي والازدهار، قناعة وإيماناً بأن قطاع الطيران المدني يمثل رافداً هاماً لا غنى عنه في التنمية الشاملة لكافة دول العالم قصد تعزيز أواصر المحبة والتواصل الحضاري والاجتماعي بين شعوب العالم."
وصرح في كلمته إلى أن سلطنة عمان تستضيف ثلاثة محافل خلال هذا العام بالتعاون مع المنظمة، كان أوّلها اجتماع الثالث لأمن الطيران والتسهيلات في يناير يليها هذا المحفل، ثم اجتماع الاجتماع العشرين للمجموعة الإقليمية لتخطيط وتنفيذ الملاحة الجوية والاجتماع العاشر للمجموعة الإقليمية لسلامة الطيران في مايو من هذا العام.
وفي هذا المحفل تسعى هيئة الطيران المدني لأن يكون للنسخة الثانية من المنتدى الدور البارز والإسهام الكبير في التركيز على القضايا التي تهم مجتمع الطيران الدولي في المجال القانوني، وأن يكون هنالك تفاعل وتعاون أوثق بين المتخصصين في قانون الجو، لا سيما من يعمل في المنظمات الدولية والجهات الحكومية والعسكرية الإشرافية ومشغلي المطارات والمشغلين الجويين التي تنظم شؤونهم تشريعات الطيران المدني، وذلك من خلال العروض التقديمية والجلسات الحوارية التي تسلط الضوء على مختلف القضايا ذات العلاقة، ومشاركة العديد من فئات الشباب من مختلف الجامعات والكليات للتفاعل وتبادل النقاشات والخبرات في المجال القانوني مع فريق المنظمة.
وفي ختام كلمته ثمَّن سعادته الدور الذي تقوم بع منظمة الطيران المدني وتوجه بالشكر لمعالي/ خوان كارلوس– الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي لما يقدمه من عطاء لامحدود منذ توليه منصب الأمين العام للمنظمة في سبيل تحقيق أهداف المنظمة، والشكر لخبراء وموظفي منظمة الإيكاو وأعضاء اللجان الفنية من خلال بحثهم وتقديمهم للمواضيع وإجراء الدراسات المتعلقة بالقضايا التي تهم مجتمع الطيران المدني الدولي في المجال القانوني.
ومؤكدًا على حرص سلطنة عمان على استمرار التعاون مع بقية الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي بما يكفل تجاوز كافة التحديات المستقبلية في قطاع الطيران المدني الدولي.
ومن جانب أخر قدم الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي ( إيكاو) خوان كارلوس سالازار كلمته أعرب فيها لقد انعقدت النسخة الأولى من هذا المنتدى في سنغافورة في مايو 2019، مما يعني أن هذه هي المرة الأولى التي ينعقد فيها المنتدى منذ تفشي وباء كورونا (كوفيد-19) ويسرني أن نلتقي جميعًا شخصيًا في منتدى المستشارين القانونيين للطيران المدني في نسخته الثانية CALAF، والتي أؤمن إيمانا راسخا بأنها تعكس تفاؤلنا المشترك بمستقبل قطاعنا.
وبلا شك أن قطاع الطيران العالمي لم يحقق التعافي الكامل بعد من آثار المراحل الأولى لوباء كورونا حيث أني أؤكد أن لدينا كل الأسباب التي تجعلنا نثق في التعافي الكامل والمرن والمستدام لهذا القطاع. ومن المتوقع حسب الدراسات أن يشهد القطاع عودة كاملة إلى أعداد الركاب المسجلة لسنة 2019 بحلول نهاية هذه السنة.
ومن جانب منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) أكد معالي خوان كارلوس سالازارالأمين العام للمنظمة خلال كلمته أن غرس الحوكمة الرشيدة وأخلاقيات العمل في أعمال الإيكاو هو من أولويات المنظمة، إضافةً إلى تبني تحول واسع النطاق في ثقافة العمل.
مشيرًا إلى أن دور المحامين و سيادة القانون أساسيين خاصة في خضم الأحداث التي نعيشها. ويتضح ذلك من خلال المواضيع المُدرجة في جدول أعمال هذا المنتدى ،الذي يعد منصة للنقاش وتبادل الآراءوالأفكار والخبرات من مختلف دول العالم.
وأضاف: أن فور إعلان منظمة الصحة العالمية عن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا، قام مجلس منظمة الطيران المدني الدولي بتكوين فرقة عمل إنعاش قطاع الطيران التابعة للمجلس (CART)، والتي طوّرت وقدمت إرشادات عملية للحكومات ومشغلي الصناعة من أجل الحفاظ على الخدمات الأساسية، وإعادة تشغيل قطاع النقل الجوي الدولي بأمان، وتعمل حاليا على تسريع وتيرة التعافي من خلال التنسيق على المستوى العالمي.
و إن شراكة منظمة الإيكاو مع القطاع ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة الأخرى، ولا سيما منظمة الصحة العالمية، التي وقعت معها المنظمة مذكرة تفاهم تعاونية، ستعمل على تعزيز وتطوير الأطر القانونية للاستفادة من الدروس والتعلم من تأثيرات جائحة كورونا، بحيث تكون الدول مجهزة بشكل أفضل وأكثر نجاعة للتعامل مع حالات الطوارئ الصحية العامة في المستقبل وتأثيراتها على السفر الجوي.
و بشأن تدريس القانون الجوي، ذكر معالي الأمين العام أن منظمة الإيكاو تقر بمدى أهمية التدريس المتخصص للقانون الجوي، فضلا عن رغبتها في تعزيز المعرفة بهذا الموضوع الجوهري والإلمام به، وإن هذا الحدث هو مثال على الجهود التي تبذلها المنظمة لتنفيذ توجيهات الجمعية، كما هو الحال بالنسبة لدورة الإيكاو للقانون الجوي الدولي والندوات القانونية التي تعقد في جميع أنحاء العالم. مشيدًا بسلطنة عمان في دعمها لمبادرات الإيكاو واستضافتها لمثل هذا الحدث الدولي.
كما أكد معالي الأمين العام أن الدور الحاسم الذي يمكن أن يلعبه المستشارون القانونيون للطيران المدني في تعزيز المصادقة على معاهدات القانون الجوي الدولي وتنفيذها، من خلال دعم دولهم في هذه العملية، حيث أن الإطار القانوني العالمي الموحد يساهم في التنمية المنظمة والآمنة والمستدامة للطيران المدني الدولي.
ومن منطلق أن الشباب هم حاضر الأمة ومستقبلها ؛ يشمل المنتدى جلسة شبابية حول الجيل القادم من المهنيين العاملين في مجال الطيران ومزاولة مهنة أخصائي قانون الطيران، يحضرها معالي الأمين العام للمنظمة ورئيس هيئة الطيران المدني بسلطنة عمان وعدد من الشخصيات القيادية في القطاع للاستماع إلى فئة الشباب المهتمين بالمجال، بالإضافة إلى معرض مصاحب يحتوي على أحدث التقنيات التكنولوجية المساعدة.
ناقشت الجلسة الشبابية أربعة محاور أساسية تضمنت أدوار واختصاصات منظمة الطيران المدني الدولي، وأدوار واختصاصات الطيران المدني في الدول العربية، ومنظومة التشريعات والقوانين، إضافة إلى جاذبية قطاع الطيران للشباب. تجدر الإشارة إلى أن تنظيم الجلسات الحوارية ومشاركة فئة الشباب، يأتي لإيجاد مناخات مناسبة لمناقشة القضايا وإعطائهم المجال لطرح مبادراتهم واقتراح برامج متكاملة والخروج بحلول وخدمات تترجم المشاركة الإيجابية والفعلية للشباب في المجتمع.
كما سلط المنتدى الضوء على عدد من الجلسات النقاشية، حيث تم مناقشة نتائج الدورة الحادية والأربعون للجمعية العمومية للطيران المدني الدولي- تحديد مسار المستقبل في الجلسة الأولى وتم خلالها التطرق إلى قرار رسم هدف عالمي يصبو إلى تحقيق قيمة صفرية لصافي انبعاثات الكربون بحلول عام 2050، والحث على الالتزام بسيادة القانون بما في ذلك الامتثال لاتفاقية شيكاغو، والنظر في تأثير القرارات على العمل ومستقبل قانون الطيران.
في حين جاءت الجلسة الثانية لمعالجة القضايا التي تهم مجتمع الطيران الدولي من خلال تنفيذ قوانين الطيران، ومناقشة التدابير القانونية المتبعة والقضايا ذات الصلة بما في ذلك حماية بيانات الركاب المسافرين، فضلًا عن التعامل مع المخاوف ذات الصلة بحماية البيانات والخصوصية، وكيفية التعامل مع ضحايا الحوادث الجوية على مدى السنوات الـ 23 الماضية منذ اعتماد اتفاقية مونتريال لعام 1999.
وتركز الجلسة الثالثة على محور آليات اتفاقية شيكاغو من خلال التطرق إلى أهم منازعات الطيران بين الدول التي تم عرضها على مجلس الإيكاو لتسويتها. ومناقشة استخدام أدوات الإيكاو المعززة لتنفيذ المادة 83 مكرر لمواجهة مخاطر السلامة المحتملة في مجال الطيران. بينما تناقش الجلسة الرابعة إدارة الأزمات للمستشارين القانونيين: تعزيز الاستجابة لجائحة كورونا COVID- 19 ورفع القيود عن السفر الجوي، وتبادل وجهات النظر حول اللحظات والقضايا المحورية أثناء فترة الجائحة حيث كانت التدخلات القانونية حاسمة أو ذات فائدة، والتطرق إلى الاستجابات القانونية والحلول المقترحة والتدابير المتخذة لحل الأزمة أثناء تطورها؛ بالإضافة إلى طرح تأثيرات الأزمة والدروس المستفادة وما يحمله المستقبل للقانون الجوي ودور المستشارين القانونيين في إدارة الأزمات.
وأخيراً تستعرض الجلسة الخامسة تجربة سنغافورة 2019، وكيفية عمل إطار كفاءات بشكل أكثر فاعلية للدول الأعضاء، بالإضافة إلى المساعدات الإضافية التي يمكن أن تقدمها الدول والإيكاو للتصديق على المعاهدة وتنفيذه، ومجالات العمل الجديدة التي ينبغي أن تقوم بها منظمة الطيران المدني الدولي في المجال القانوني.
الجدير بالذكر، تم إطلاق منتدى المستشارين القانونيين للطيران المدني من قبل منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) ليكون كمنصة للمستشارين القانونيين لتبادل الخبرات والتجارب ووجهات النظر المتعلقة بالقضايا القانونية في مجال الطيران المدني بالإضافة إلى مناقشة التحديات التي توجه الدول الأطراف وأوجه التعاون الممكنة والحلول المقترحة لمعالجة التحديات المنبثقة من التطور التقني والاجتماعي والاقتصادي. وقد تم عقد النسخة الأولى من المنتدى في مايو 2019م بجمهورية سنغافورة.
إضافةً إلى أن سلطنة عمان ممثلة بهيئة الطيران المدني قد حققت نجاحًا في استضافة العديد من المحافل والأحداث الدولية على مدى خمسون عامًا منذ انضمامها لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو).